أرجوحتي بقلمي منى حسن مصر

 


أرجوحتي

بقلمي: منى حسن




كم تعلقت بأرجوحتي البسيطة.. تعلقت بها حيث كانت ترفعني فوق الأرض أسبح معها بخيالي.. أضحك تارة حين أرجع برأسي للخلف

فيتطاير شعري.. أشعر أنه يجذبني.. يشدني.. أحاول أستفيق.. أحاول أتوقف ولكن أرجوحتي أقوى مني.. أسرع مني... أخاف أضع قدماي على الأرض لأوقف سرعتها وكأن ماء تحت أقدامي يكاد يغرقني. 

أرجوحتي

كلما نظرت إليها وإلي السلاسل التي تحملها أتذكر يوم وقوع أخي من فوقها وتجمع المارة حولنا وأنا صامته خائفة أفتح فيهي وكأني فقدت النطق.. حاولت أن أصرخ... بابا بابا... ماما ماما... ولكني أخفيت وجهي بيدي وبكيت 

كان خوفي على أخي يفوق الستة أعوام التي أملكها حتى وجدته واقف على قدميه.. يمسح دموع عينيه ويطمئني عليه.. لاتخافي أختي أنا بخير

أرجوحتي

كانت ملجأ خيالي... كلما أردت أن أسبح بخيالي بعيدا عن البشر.. أتخيل معها أني أركب طا ئرة تأخذني من بلد إلى بلد ومن ليل إلى نهار... وأحيانا أتخيل أني فوق الماء أخف من الأسماك.. أكثر ضوءا من اللاءلئ... ادفع الماء بقدمي ليتناثر رزازه على وجهي فأبتهج ويدق قلبي نشوى.. أناجي طيف كم تمنيت وجوده بجانبي على أرجوحتي. 

أرجوحتي

 كما هي بلونها البني بزراعها الحديدي.. بصوت أزيز حركت زراعها عندما ألهو بها.... تباعدت بيني وبينها المسافات ومرت السنوات ثم عدت إليها.. جلست فوقها كي تحملني كعادتها.. ولكنها أبت.. غضبت لغيابي عنها.. غضبت لأني كبرت عليها.. لم تعد لي نفس الضحكة.. اختفت بهجة الطفولة... اختطفني الأيام والسنين.. عجزت عن ركوب أرجوحتي وعجزت هي عن حملي...لقد أصبت بداء الضغط المنخفض وأصبحت أرجوحتي تسبب لي دوران.

إرسال تعليق

0 تعليقات