الخرطوم تسلم حلايب لمصر .. والضربة القاضية والقرار المصرى

 

الخرطوم تسلم حلايب لمصر .. والضربة القاضية والقرار المصرى

قراءه تحليلية د/حنان عبدالآخر 

رصدت وكتبت ا.د منال الشربينى Manal Sherbini  الثلاثاء الماضى 12 اغسطس تقريرا هام جدا، لقراءته لاول وهله وفى ظل الأحداث السريعه والمتلاحقه فى مختلف بقاع العالم والملتهبه بالصراعات والحروب، فيما يخص "مصر والسودان" أنه مجرد حسم لجولة صراع على رقعة الشطرنج العالمية، ولكن بقراءه متعمقه نجد أنه يحمل بين طياته الكثير والكثير، وقد تناولته بروفسير منال: ببراعه واختصار لبداية تأجج تلك الجولة من الصراع.

«رقعة الشطرنج السودانية والتاريخ والضربة القاضية والقرار المصرى»

حتى نفهم ماينطوى عليه هذا التقرير من أبعاد هامه، فلابد من "فلاش باك عبر التاريخ"، وطرح عدد من الاسئله:-

س_ايه يعنى معنى السودان رقعة شطرنج؟

س_ ومن هم الأطراف اللاعبين على تلك الرقعه؟ 

س_ وهل المقصود السودان ام أحد آخر؟

س_ ماذا يحدث فى السودان؟!

س_هل ماحدث منذ ابريل 2023 ومستمر حتى الآن من تأجج الصراع الداخلى فى السودان وليد اللحظة نتيجة الاضطرابات؟ ام جولة من جولات اللعبة؟

س_ هل مصر مقصوده ام صدفه؟

س_ لماذا...؟ وكيف...؟ والتوقيت؟

"الاسئلة كثيره والاجابه ومعرفة حقيقة المشهد وملامحه سوف يتطلب، الإبحار عبر تاريخ فى جولات اللعبه، لكي نفهم عقلية وحقيقة هدف أطراف اللعبه".

«التقرير»

د. منال  الشربيني ترصد: "الخرطوم تسلم حلايب لمصر قبل مفاوضات حدودية حاسمة مع السعودية"

في تحول مفاجئ يُنهي أحد أقدم النزاعات الحدودية بين مصر والسودان، كشفت مصادر مطلعة أن مجلس السيادة السوداني وجّه المفوضية الوطنية للحدود باعتماد خريطة تُدرج مثلث حلايب، وشلاتين ، وأبو رماد داخل الحدود المصرية، استنادًا إلى اتفاق مباشر بين رئيس المجلس، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (BBC, 2025). وبحسب المصادر، يتضمن الاتفاق تعهّد الطرفين بعدم إثارة القضية مجددًا في أي محفل دولي، ما يعزز السيطرة المصرية الكاملة على المنطقة، منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي عقب حادثة محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا (Al Jazeera, 2024).

وتأتي الخطوة قبل انطلاق مفاوضات حساسة بين السودان والسعودية لترسيم الحدود البحرية، وهي مفاوضات يُتوقع أن تؤثر على توزيع الجرف القاري وممرات الملاحة في البحر الأحمر ذات الأهمية الاستراتيجية (Reuters, 2025). ويرى محللون أن اعتراف السودان بسيادة مصر على المثلث يمنح القاهرة موقعًا متقدمًا في أية ترتيبات مستقبلية تخص أمن البحر الأحمر وتقاسم موارده، خاصة وأن المنطقة تتمتع بموارد طبيعية وموقع جيوسياسي بالغ الأهمية (Middle East Eye, 2024).

........

علي مدار "التاريخ العسكري" كل المعارك الضخمه والمهمه كسبها قاده عظام مش بإمكاناتهم العسكريه فقط واللي كانت ممكن تكون محدوده مقارنة بعدوهم ولكن كسبوها لأنهم فرضوا علي عدوهم يقاتل في أرض هما اللي اختاروها وحددوها، كما هناك بعض من اللاعبين، بالخدعه يمكن جر عدوهم إلى أرض لا يعرف أبعادها ومقوماتها جيدا، فتكون له فخ ومستنقع وبالتالى يتم استنزافه وهذيمته، كما يمكن لبعض اللاعبين أن يتم مواجهة عدوهم داخل أرضه ولكن ببعض من عملاءهم من نفس الأرض (تفخيخ الارض،، وزرع الفوضى ) ليقضى العدو على نفسه بنفسه، كماهناك الحرب بالوكاله......هاكذا .

بعض امثله عبر التاريخ:-

نصف النصر انك ماتسمحش لعدوك يجرك لكمين هو نصبهولك، فيجب انك تمنعه انه يسحبك لأرض المعركه اللي هو مجهزهالك ومذاكرها كويس وعارف نقاط قوتها وضعفها، ولو وقعت في النقطه دي فالهزيمه هاتكون من نصيبك من قبل الحرب ما تبدأ.

1- عندما فشل العدوان الثلاثى على مصر فكان المستنقع فى اليمن، عندما كان المخطط الصهيوامريكى وبرطاتى، للتخلص من الرئيس عبد الناصر واضعاف وكسر الجيش المصرى "فكانت رقعة الشطرنج، والمستنقع اليمن" لانهاك الجيش المصرى، فى معركه ليس له ناقه ولاجمل، وارض ليست أرضه، ثم بعد أن تم انهاكه كانت ضربة 5 يونيه 67.

2- "العراق" على مدار 8 سنوات مدة حربها ضد إيران لم تهذم، لأنها بتدافع عن قضيتها وأرضها متمثله فى الجيش العراقى"بقيادة صدام حسين" والذى يعرفها كما يعرفوا أنفسهم، ولكن عندما تم ايهام الرئيس صدام حسين أنه صاحب حق فى ثروات الكويت وهو اقوى جيش فى المنطقه (وحينها ذهب الرئيس مبارك فى زياره مفاجئه وسريعه للعراق لمحاولات أثناء صدام حسين عن قراره، ولكن لم يسمع للنصح) فكان الغزو العراقى للكويت، وحرب الخليج والتى ضاعات فيها العراق والجيش العراقى.

3- القضاء وتفكيك الاتحاد السوفيتي فى مستنقع أفغانستان: بانشاء حركة طالبان برعاية "صهيوامريكية".

4- وذى صلاح الدين الأيوبي لما اختار مكان حطين وأجبرهم يقاتلوه في أرض هو مذاكرها كويس 

5- وذي قطز لما اجبر التتار يدخلوا وادي عين جالوت وحاصرهم فيه 

6- وذي ماعمل السلطان ألب أرسلان في معركة ملاذ كرد 

7- وذي ماعمل الألمان مع الفرنسيين في خط ماجينو

8- وذي ما عمل الروس مع الألمان في استالينجراد

9- وذي ما عمل الفريق حسن ابو سعده مع الهجوم المضاد وأسر عساف ياجوري ...

          

 الخلاصه:- متسمحش لعدوك يجرك لحرب ، ولو هاتدخل معاه حرب لازم حضرتك اللى تحدد أرض المعركه مش هو، للاسف العرب لم يتعلموا من دروس الماضى "الجيوش العربية" بعد الربيع العبرى فى حرب اليمن، ولم ينتبهوا إلى أن الحوثيين هم جزء من الشعب اليمنى اى أنهم يعرفون الأرض جيدا وكان المخطط أن الجيش المصرى هو الذى يقود تلك الجيوش العربية لكي يتم القضاء عليه، وتحقيق المخطط بتقسيم الاوطان العربية بعد "الربيع العبرى" ولكن مصر تعلمت ووعت الدرس جيدا فلم تنجر إلى المستقع اليمنى.

«المشهد فى مصر»

  بعد مصر مانجت من "مخطط الربيع العبرى " وبعد ثورة 30 يونيه واستعادة مصر لنفسها وإعادة البناء فى كل الاتجاهات فلم تتوقف المحاولات لجرها لمستنقعات، واستفذاذها، فكانت أزمة سد النهضه، وفى نفس التوقيت أزمة الأقباط فى ليبيا (يجب ان لانستهون بالفيس بوك "الفيس بوك  سلاح عسكري من الطراز الرفيع" لو تفتكروا الحملة الإعلامية المعادية "وقت أزمة الأقباط فى ليبيا" اشتغلوا ليل مع نهار يشحنوا  الناس، ان اثيوبيا اهم من ليبيا، ليه نروح لليبيا ونسيب اثيوبيا، كانت حملة اعلاميه قوية جدا وكان هدفها تشكيل رأي عام ضاغط علي القيادة السياسيه المصريه انها تسيب موضوع ليبيا"ليتم توظيفه فيما بعد ضد مصر" وتحت الضغط الشديد من الشعب يجعل القيادة تتخذ قرار متهورا  وتذهب الى "مستنقع اثيوبيا" ولو القياده السياسية استجابة للضغط وفتحت جبهة اثيوبيا ، كانوا برضه كدا كدا هما هايفتحوا جبهة ليبيا ووقتها كان لا قدرنا لا علي جبهة اثيوبيا ولا علي جبهة ليبيا وكان هايحصل فينا نفس اللي حصل  للألمان في استالينجراد، ولأن القيادة السياسيه والعسكريه كانت فاهمه خيوط وملامح المخطط ردت وقتها بالشكل المناسب فى ليبيا، وفى نفس الوقت بتتحرك فى ملف سد النهضة بطريقة احترافية وعسكرية عبقرية.

 «فليس كل مايعرف يقال لأنها جولات متتالية على رقعة الشطرنج، واللاعب الماهر هو اللى يحافظ على ادواته، وما يظهرهاش الا فى الوقت المناسب».

«اما الجولة التى بصددها الآن» من وقت مصر ما طلبت الإنضمام "لمجموعة البريكس، والبنك الدولى الروسى" وبدأت جولة مستنقعات جديده" 

 -- بدأت تظهر ، مره تسريبات اننا بنصنع صواريخ لروسيا، سواء كان الخبر صحيح او لا -- ومره أزمات الدولار، واستخدام بعض عملاءهم فى الخارج لسحب الدولارات عن طريق الفيزا كارد  ومره السودان.

الموضوع واضح وضوح الشمس ، جرك لحرب بنفس سيناريو روسيا وأوكرانيا ، الروس أجبروا انهم يدخلوا الحرب دي ، انفرضت عليهم فرض ، ورغم نجاحهم حتي الآن إلا ان الحرب دي بتستنزفهم وليها تأثير كبير جدا عليهم بلا شك ولولا انهم غيروا القيادات العسكريه هناك في اول الحرب ، كان الوضع هايكون كارثي بالنسبه ليهم ...

الخلاصة:-

هناك لعبه دوليه  وبعض الأطراف الإقليمية لتوريط مصر فى اى مستنقع بعد ما حققته من طفره تنموية على المستوى الداخلى والدولى سواء مستنقع السودان أو مستنقع ليبيا أو مستنقع اثيوبيا......هاكذا، فالعالم عباره عن رقعة شطرنج كبيره وتنبثق منها رقع اصغر بها عدة لاعبين على حسب موقع رقعة الشطرنج.

 وقيادتنا السياسيه العظيمه فاهمه ده كويس جدا وفاهمه المخطط "وما حدث بالتحرش بالقوات المصريه فى مطار مروى كان بداية الشراره لدخول مصر هذا المستنقع فى أواخر ديسمبر 23" ولكن حكمة وحنكة القياده السياسيه تاتى مع القوه والقدره على الحفاظ على الجنود المصريين فى اى مكان، ولا ننسى أن مجموعة الضباط كانوا فى مهمة تدريبية، اى ماحدث هو يعتبر ماده تدريبية عملية جيده ... ليتعلم المتدربين وغيرهم "كيف تتعامل وتدير الازمه جيدا، وتنهيها بالنصر وبأقل خسائر"، وهاكذا هى العقيده المصرية.

«المشهد السودانى»

سوف يقف الكثير أمام تساؤل، ماجدوى ذكر كل ماسبق بما حدث بالسودان؟!

ج_ لكى نفهم حقيقة ملامح ماحدث فى السودان على مدار أكثر من عامين من صراع داخلى والأطراف الحقيقين، وحقيقة الهدف مماحدث ويحدث، ولماذا مصر ومحاولة الذج بها فى هذا المستنقع؟! كان لابد من ذكر جوهر وإبعاد المشهد من القدم حتى لحظة الحدث لكى نفهم ونعى أن الحدث لم يكن وليد الصدفه، ولم يكن الاول ولن يكون الآخير.

 و لأن السودان هى من ضمن رقع الشطرنج التى حددها العدو لحصار مصر والقضاء عليها، لتحقق حلم السيطره على كل دول الوطن العربى وليكون الحلم الصهيونى "السيطره من النيل للفرات" .

بداية الجولة على رقعة الشطرنج السودانية:-

فى أواخر ستينيات القرن الماضى، ومع ضعف حكام السودان وحكوماتها "المتعاقبة" بدأ الكيان الصهيونى تنفيذ مخططه فى السودان بتأجيج الصراع والخلافات، بين "الشمال، والجنوب السودانى" ومع عجز الحكومات فى الخرطوم بتلبية مطالب أهل الجنوب وتجاهلهم، وترك الصراعات فى الجنوب بين القبائل "والصراعات الجنوبية الشمالية" أدى إلى زيادة التمرد والتفكك وقد ساهمت بشكل كبير اسرائيل فى تعميق بشكل مباشر هذه الصراعات.

رمت "الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبريطانيا" بثقل دولي كبير لإرغام الخرطوم على الانصياع لمطالبات بـ«حق تقرير المصير» لجنوب السودان، والذي اقترحته منظمة الإيغاد الإقليمية (شرق إفريقيا)، واستمر الضغط على الخرطوم حتى رضخت لمطالب التقسيم، ووقعت في العام 2002م اتفاق مشاكوس الإطاري، والذي أعقبه اتفاق نيفاشا النهائي عام 2005م الذي وضع جدولاً للتقسيم يستمد شرعيته لاحقاً من استفتاء تقرير المصير في العام 2011م. 

 انفصل الجنوب، أو بالأحرى فصل الجنوب أو تم تقسيم السودان عملياً في هذا العام، وتركت قضية منطقة آبيي متنازع عليها دون حسم حتى اليوم، لتكون نواة لأي صراع عسكري قادم بين «الدولتين.

ساهم وبارك هذا التقسيم "الرئيس السودانى البشير" .. مقابل إلغاء حكم التوقيف الصادر ضده من قبل المحكمه الجنائية الدولية "الولايات المتحده" وأصبح من العملاء التى تستخدمهم "امريكا واسرائيل وبريطانية" كأدوات لتقسيم الدول العربية إلى دويلات....وهكذا ضاعات السودان، ويسعى المتأمرين إلى تقسيم السودان إلى 8 دويلات.

تأجيج كل فترة فكرة "أن السودان لها حق فى الأراضى المصرية مثلث حلايب وشلاتين".

المشهد السودانى من ابريل 2023:-

س_ ما دور الموساد الاسرائيلى باشعال الفوضى بالسودان؟

ج_ ما حدث ويحدث داخل السودان مخطط له وتم ترتيبه بمشاركة وباشراف الموساد الاسرائيلى ولعدة اهداف كبرى من بينها حصار مصر بسد اثيوبيا وتحقيق مشروعهم القديم بالسيطرة على نهر النيل ونهر الفرات او من النيل للفرات، وحميدتى رئيس الدعم السريع عميل لاسرائيل وله اتصالات مع الموساد الاسرائيلى بشكل مباشر ومستمر وقدصرح "أنه يريد إقامة علاقات كاملة مع اسرائيل، وليس مجرد تطبيع".

وبذلك نفهم: أن ماحدث بالسودان كان مواجهة بين جيش الدولة ومجموعة عملاء ومرتزقة ولا يمثلوا اى فرد من الشعب السودانى والدولة والجيش المصرى لايتعامل الا مع الدول، وجيوشها التى تمثل الشعوب والدول، ولذلك كان التواصل بصفه مستمره والدعم اللوجستي مع الجيش السودانى "بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

«وفى الختام»

الدولة المصرية بتعرف تحمى اولادها فى اى مكان وتحت كل ظروف ودائما بالضربه القاضية، بتنهى الجولات المتتابعه من "المنازعات أو الصراعات"لصالحها.

وسوف يتسأل الكثيرين مالمغزى من ذكر كل ماسبق وما علاقته بما ورد مؤخرا بتقرير دكتوره الشربينى؟

ج_ ذكر التقرير "الخرطوم تسلم حلايب لمصر في تحول مفاجئ يُنهي أحد أقدم النزاعات الحدودية بين مصر والسودان، كشفت مصادر مطلعة أن مجلس السيادة السوداني وجّه المفوضية الوطنية للحدود باعتماد خريطة تُدرج مثلث حلايب، وشلاتين ، وأبو رماد داخل الحدود المصرية، استنادًا إلى اتفاق مباشر بين رئيس المجلس، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحسب المصادر، يتضمن الاتفاق تعهّد الطرفين بعدم إثارة القضية مجددًا في أي محفل دولي، ما يعزز السيطرة المصرية الكاملة على المنطقة".

ان "الدولة العميقة واقدم دولة فى التاريخ"، لديها القدره على المواجهة والحسم، مهما كانت قوة وكثرت "اعاصير الشدائد والأخطار والمؤامرات"، فما جاء بالتقرير حقيقة دامغه على مدى قوة وقدرة وثقل مصر كقوه إقليمية ودولية مؤثره وقادره على ادارة وحسم اى قضية مهما كانت شائكه بهدوء ورصانه، فما تمر به من لحظات فارقه وصعيه "الحرب الكونية عليها" ومواجهة ذلك بقوه وحنكه على إدارة الازمات "وشهد بذلك التاريخ" وبالتزامن قيامها بالتنمية الشاملة وكذلك أصبحت رمانة الميزان ومن اقوى الدول إقليميا وعالمنيا "عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا"...

دمت وطنى شمسا فى عنان السماء لاتغيب

حفظ الله ارض الكنانه وشعبها العظيم