غريبٌ في وطني
متمدد متقدد
كشجرةِ صفصافٍ
يقهرُها الزمنُ
فتشيخُ..
ينخرُها السوسُ
ويهلكُها
أتذكرُ أيامي
بكلِّ مرارتِها
أتذكرُ يوْمًا
أن ضاعت مني
هويةُ..
اثباثِ الشخصية
كنتُ أتجول
أكبرَ متجر
داخلَ بلدانِ المهجر
مشتبهٌ في أمري
مشكوكٌ
في كوْني مغتربًا
مسؤولُ الشرطة
يقيدني
لم أقلق
أو أخشى
إجراءً ضدي
فأقصى قرارًا
يتخذه
استبعادي
والعودة
الى أرضِّ بلادي
يهدأُ بالي
وأرتاحُ
وبأهلي
داخلِ وطني
آمنُ شرَّ الأيامِ
ويتمزقُ قلبي
أن تحضرني
ذكرى يوْمٍ أسوْد
لصٌ يسرقُ
محفظتي
وهويةَ..
إثباتِ الشخصية
في الغربة
لم أقلق
أو أتعرض لإهانة
لكنّي الآن
وفي وطني..
اُقتيدُ..
من شرطة وطني
للمخفر
يتفحصُني شخصٌ
حادُ الكلماتِ
والملمح
يتفحص بصماتي
ولسوءِ الحظِّ
يختلطُ اسمي
بأسماءٍ أخرى
وقرارٌ متسرع
وبحكمٍ على آخر
أودع بسجونِ
بلادي..
بريءٌ أسجن
ويوْم أن أفقدَ
نفسي
في الغربة
لوطني أعودُ
واليوْمُ
لا وطنًا آخر
أملكهُ
وفي وطني
افقد نفسي
واقضي أيامًا
من أسوْدِ
أيامِ حياتي
خلفَ الأسوارِ
وجمعٌ من اهلي
يجرون البحثَ
لإثباتِ أنّي
من هذا الوادي
وفي جوْفِهِ
يُدفنُ اجدادي
ويتشككُ
قاضي بلادي
ويقرر
استمرارًا للحبسِ
واليوْمُ
أعيشُ سجينًا
في وطنٍ
أتمنى أنْ كنتُ
مغتربًا
في المهجر
أو أنَّ بلادَ الغربةِ
كانت أوطاني
قبلَ أنْ أفقدَ
نفسي..
أو إثباتًا للذاتِ..
السيد فريج
0 تعليقات