الساحر ممدوح العيسوي سطوة العيون

 

سَطوَةُ العيون



غَرَبتْ شَمسُ النَّهار

ونورُ جَبينُها

لهُ طًلعٌ باهِرُ

وذاكَ حُكمُ السَّما

والفَلَكُ حَولَها دائرُ

يُشُعُ مِنها النَّورُ

يخْتَرِقُ السَّتائرُ

فأُطيلُ السَّهرَ

آملاً انَّها لي تُسايرُ

اراها تُحَدِّقُ في وجهي

وبالكلامِ لا تُبادِرُ

فما هذا الوجهُ

الَّذى جَعَلَني

فى أمْرِهِ حائرُ

وما تِلكَ العُيونُ

الَّتي سَطْوَتُها

ونُفُوذُها جائرُ

إذ تَنْظُرُ إليَّ

فَكَأنَّها النَّاهيَ الآمِرُ

وتَرتَدي مِن الثِّيابِ

كُلُّ ما هو فاخِرُ

وفى عُيونِها لَمْعةُ

الحاذِق الماكِرُ

هل أدنو مِنها

 دُنوِّ الحَريصِ الحاذِرُ

وأكونُ بالحَديثِ

 معها مُبادِرُ

واعملُ بالمَثلِ القائلِ

ويَفوزُ بِاللَّذَّةِ كُلَّ مُغامِرُ

وأكونُ فى حَضْرتها

كالصارِمِ الباتِرُ

أم أخشىَ على نَفسي

غَدرةَ الغادِرُ

وأعودُ مِن بَعدِها

كالرَّابِحِ الخاسِرُ

وأنسىَ فى وقتِها

الأحلامُ والخواطِرُ

وأكْفُرها فى التُّرابِ

كما يَكْفُرُ الزَّرعَ الكَوافِرُ

بقلم / ممدوح العيسوى
مصر

إرسال تعليق

0 تعليقات