لا تفتوا في النساء.. السيد فريج
يقول تعالى:
﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾*
[النساء: 127]
الآية الكريمة تحمل دلالة بالغة العمق، وتضع حدًا واضحًا لفوضى الفتاوى المتعلقة بالنساء؛ فالله لم يُوكِل أمر الإفتاء في قضايا النساء للرسول عليه الصلاة نفسه، رغم أنه يتلقى الوحي، بل أمره أن يُحيل الإفتاء فيها إلى الله مباشرة وهذا تعبير قاطع الدلالة والوضوح
فالآية تعني أن المرجعية النهائية والمباشرة الوحيدة لقضايا النساء هي النص الإلهي دون اجتهادات بشرية مطلقا، وهذا يشكل ردًا مزلزلاً على كل من صنعوا منظومات تشريعية للنساء باسم الدين خارجة على كلام الله بالنص المقدس؛ فأي افتئاتٍ على مقام التشريع الإلهي أبلغ من أن يدّعي بشر أن لهم أن يُفتوا فيما خصّه الله بنفسه؟..
فوفقًا للمؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية، تمثل الفتاوى المتعلقة بالمرأة حوالي 25% من إجمالي الفتاوى الصادرة عالميًا، وفي مصر على سبيل المثال تصدرت فتاوى المرأة بنسبة 45% من إجمالي الفتاوى.
ومن النماذج الصارخة من الفتاوى المجحفة بحق المرأة افتئاتًا على التشريع الالهي:
(١) وجوب طاعة المرأة لزوجها طاعة مطلقة وتلبية طلبه إذا دعاها إلى حاجته إن لم يكن لها عذر شرعي حتى لو لم تكن راغبة، وينسبون ذلك كذبا وزورا على رسول الله الذي يمتنع عليه الفتوى في امر النساء بنص كتاب الله، يقولون انه ﷺ يقول: إذا دعا الرجلُ امرأتَه إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكةُ حتى تُصبح..
ولكم ان تتخيلوا ان تترك الملائكة التسبيح والتقديس لله وهي مهمتهم {.. وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ... } وتتفرغ للعن النساء اللاتي لم يلبين رغبة الرجال الجنسية..
(٢) وكذلك حديث منسوب لرسول الله ظلما لو كنتُ آمِرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجد لزوجها.. فأي امتهان هذا لكرامة المرأة لا يمكن ان يصدر عن رسول الله...
(٣) وينسبون حديثا لرسول الله يقول : أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة... فهل رسول الله يعلم من يدخل الجنة ومن يدخل النار وفي كتاب الله ﴿ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾
وقد افتأتوا على كتاب الله وكذبوا على رسول الله فليتبوأوا مقعدهم من النار...
واقول لهم اتقوا الله و (لا تفتوا في النساء) ولا حول ولا قوة الا بالله...
0 تعليقات